ابن قابض الطريّ، فأنت؟ فقلت: أنا حاتم بن سعد الطائيّ. فما هو إلاّ أن سمع باسمي حتّى ترجّل عن جواده وقال: اعذرني يا سيّد طيء من التقصير، لأنّ لي سنين أسمع بك وبما شيّدته من الكرم، وكنت أودّ على لقاك وأجتهد أن أتّبع مساعيك. ثمّ عاد إلى سهمه فأخلطه بسهمي، وقال:
يا حاتم، لا تردّه عليّ؛ فوحقّ اللاّت والعزّى أنجز نفسي بحسامي، وإن رأيت أن تعود معي إلى أهلي حتّى أزيدك من مالي ألف ناقة تستعين بها على معروفك. قال: فشكرته وأتيت إلى أهلي بكّل تلك الغنيمة.
[ذكر أيضا حاتم من وجه آخر]
قال ابن الأعرابيّ: كان حاتم من شعراء الجاهليّة. وكان جوادا يشبه جوده شعره، ويصدق قوله فعله. وكان حيث ما نزل عرفت منزلته بحومان الطّير على منازله، لكثرة خيره وذبائحه. وكان ممّن يأتيه من الشعراء الحطيئة وبشر بن أبي خازم وغيرهم. وكان يكنى أبا عديّ وأبا سفّانة.
وأدرك عديّ وسفّانة الإسلام فأسلما.
روي أنّ سفّانة، ابنة حاتم، حضرت بين يدي سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فقالت: يا محمّد، هلك الوالد، وغاب الواجد. فإن رأيت أن تخلّي عنّي