وتعيرك إيّاى بأنى قد تزوجت مولاتى وتركت أكفاى من قريش، وليس فوق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم منتها فى شرف، ولا غاية فى نسب، وقد أعتق مارية القبطية مولاته واستولدها إبراهيم، وإنما أنا بضعة منه، وكانت ملك يمينى فأخرجتها عن يدى، التمست بذلك ثواب الله عز وجل، ثم تزوجتها على سنّة أبى ونبيى صلّى الله عليه وسلّم، وقد رفع الله الإسلام بالحسنة، فلا لوم على رجل مسلم إلا فى أمر مأثم أو جاهل يعرف ويحرف، قد غيّر (٢٥) قضايا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فى اللحاق العاهر بالنسب دون الحجر، وعرّض بإلحاقه النسب لزياد.
قال: فلما قرأه معوية نبذه من يده ليزيد ولده. فلما قرأه يزيد قال:
لشدّ ما فخر عليك الحسن! فقال معوية: ألا وإنها ألسنة بنى هاشم الحداد التى تفلق الصخر وتغرف من البحر!
ذكر سنة تسع وأربعين
النيل المبارك فى هذه السنة
الماء القديم خمسة أذرع وإصبعان. مبلغ الزيادة ست عشر ذراعا وسبعة أصابع.
(٣) إبراهيم: انظر مروج الذهب ٣/رقم ١٤٩٢ - ١٤٩٣
(٤) فأخرجتها. . . بذلك: فى زهر الآداب ١/ ١٠١: «خرجت عن يدى بأمر التمست فيه»
(٥) رفع. . . بالحسنة: فى زهر الآداب ١/ ١٠١: «رفع الله بالإسلام الخسيسة»
(٧ - ٨) غيّر. . . لزياد: هذا النص غير موجود فى زهر الآداب، قارن لطائف المعارف ١٥
(١٥) سبعة: فى درر التيجان ٦٩ آ (حوادث ٤٩)؛ النجوم الزاهرة ١/ ١٣٨:«ستة»