هو ابن أبى الفوارس داعى عبدان، يدعى بأبى القاسم. وكان هذا الصناديقى من موضع يعرف بالنرس، وكان يعمل فيه الثياب النرسيّة، وقيل إنّه كان يعمل فى الكتّان. فلما صار إلى اليمين أجابه رجل من الجند يعرف بابن الفضل فقوّى أمره على إقامة الدعوة الخبيثة. فدخل فيها خلق كثير، فخلعهم من الإسلام وأظهر العظائم، وقتل الأطفال، وسبى النساء، وتسمّى الملعون بربّ العزّة. وكان يكاتب بذلك.
وأظهر شتيمة النبىّ صلّى الله عليه وسلّم وسائر الأنبياء صلوات الله عليهم.
واتخذ دارا أسماها دار الصفوة. وكان يأمر الناس بجمع نسائهم من أزواجهم وبناتهم وأخواتهم إلى تلك الدار، ويأمرهم بالاحتياط بهنّ ليلا ووطئهنّ، ويحتفظ بمن تحبل منهن فى تلك الليلة وبمن تلد بعد ذلك، يتخذهم لنفسه خولا ويسمّيهم أولاد الصفوة. وعظمت فتنته باليمن، وأجلى أكثر أهله عنه. وأجلى السّلطان. وقاتل القاسم بن أحمد بن يحيى بن الحسين ابن القاسم بن إبراهيم الحسنى المعروف بالهادى، وقلعه عن عمله بصعدة، وألجأه إلى أن هرب بعياله إلى الرسّ حذرا منه لقوّته عليه. فلما زاد شرّه وتعاظم بلاه أعان <الله> عليه الهادى وظفر به فهزمه. وكان ذلك بلطف (ص ٤٥) من ألطاف الله تبارك وتعالى.