وسبب ذلك أنه ألقى على عسكره، وقد بايته الهادى ليصبحوا للقتال، بردا وثلجا، قتل به أكثر أصحابه فى ليلة واحدة دون عسكر الهادى، وقلّ ما يعرف ذلك من البرد والثلج فى تلك الديار. فهزمه الهادى، وعاد مكسورا. ثم قتله الله عزّ وجلّ بالأكلة. وأنزل بالبلدان التى غلب عليها بثرا قاتلا، كان يخرج على كفّ الرجل منهم بثرة فيموت فى سرعة. فسمى ذلك البثر إلى الآن حبة القرمطى. وأخرب الله تعالى أكثر تلك الديار، وأفنى أهلها بموت ذريع. واعتصم ابنه من بعده بجبال وقلاع. ولم يزل بها مقيما. وكانت أهل ملته يعنونون كتبه: من ابن ربّ العزة، ثم أهلكه الله عزّ وجل، وبقى منهم بقية فاستأمنوا إلى الهادى. ولم يبق لذلك الملعون بقية ولا لمن كان على مذهبه.