للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى رواية عن كعب الأحبار أنّه قال: أوّل حائط وضع على وجه الأرض بعد الطوفان حائط حرّان ودمشق وبابل.

فصل

فى فضل دمشق وما جاء من الأخبار وتبعها من الآثار

(١) (١٠٠) قلت: وقد أخرج مسلم (٢) عن النوّاس بن سمعان قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

ينزل عيسى بن مريم عند المنارة البيضاء شرقى دمشق بين مهرودتين واضعا كفّيه على أجنحة ملكين، وهو حديث طويل، والمهرودة: المصبوغة. وقال أحمد بن حنبل رحمه الله: (٣) حدّثنا ابن اليمان بإسناده إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال: ستفتح عليكم الشام فإذا تخيّرتم المنازل منها فعليكم بمدينة يقال لها دمشق فإنّها معقل المسلمين من الملاحم وفسطاطهم بأرض يقال لها الغوطة. قال ابن الجوزى:

إلاّ أنّ جدّى ضعّف هذا الحديث وذكره فى الأحاديث الواهية.

وروى عن وهب بن منبّه أنّه قال: بلغنى عن ابن عبّاس أنّه قال: أقدم حائط على وجه الأرض حائط قبلة دمشق وفيه قبر هود عليه السلام، وذكر مجاهد عن ابن عبّاس فى تأويل قوله تعالى: {إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ»}: أنّها دمشق، وروى عن ابن عبّاس موقوفا عليه ومرفوعا أنّه قال: قد وكّل الله بكلّ بلد ملكا يحرسه إلاّ دمشق فإنّه يتولاّها بنفسه، والموقوف أصحّ.

وأمّا الآثار فروى وهب بن منبّه، قال: كان الخضر عليه السلام يطرقها فأتاها مرّة فوجدها بخيرة فغاب خمس مائة سنة ثم أتاها فإذا هى عامرة فغاب عنها خمس مائة سنة أخرى وأتاها فإذا هى بقصبة تأويها السباع ثم غاب عنها خمس مائة


(١) مأخوذ من مرآة الزمان ١٤ ب، -٤
(٢) صحيح مسلم ٨/ ١٩٨، الفتن
(٣) مسند أحمد بن حنبل ٤/ ١٦٠||ابن: أبى مسند ابن حنبل