للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسماها جيرون وهى {إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ»}، فبعث الله هود بن عبد الله بن رباح (٩٩) ابن خلد بن الجلود بن عاد بن عوض نبيّا إلى قوم عاد بالأحقاف فكذّبوه فأهلكهم الله تعالى، وسنذكر ذلك فى قصّة هود عليه السلام إن شاء الله تعالى.

وقال بعض الأوائل: إنّما بنيت على الكواكب السبعة وكان لها سبعة أبواب على كلّ باب صورة الكوكب المختصّ به، فكان الباب الشرقى للشمس، وباب ثوما للزهرة، وباب السلامة للقمر، وباب الفراديس لعطارد، وباب الجابية للمرّيخ، وباب الصغير للمشترى، وباب كيسان لزحل. قال الجوهرى: (١) ويقال إنّ صورة زحل باقية عليه إلى الآن، ودمشق قصبة الشام، قال: ودمشق من صفات النوق.

واختلفوا فى لفظة جلّق فقال الجوهرى: (٢) جلّق موضع بالشام، وقال ابن الجواليقى: (٣)

جلّق يراد به دمشق. وقيل: هو موضع بقرب دمشق وهو أعجمى معرّب، وقد جاء فى الشعر الصحيح قول حسّان بن ثابت الأنصارى (من الكامل):

لله درّ عصابة نادمتها ... يوما بجلّق فى الزمان الأوّل

(٤) ويقال: (٥) إنّ صورة امرأة كان الماء يجرى من فيها فى قرية من قرى دمشق.

وقال الهيثم: بنيت دمشق فى خمس مائة سنة وأصل مياهها من عين فى مرج الزبدانى عند قرية يقال لها بردا ثم تجتمع من عين الفيجة، وتنقسم سبعة أنهار وفى بردا يقول بعض القدماء (من البسيط):

وما ذكرتكم إلاّ وضعت يدى ... على حرارة قلب قلّ ما بردا

ولا تذكّرتم والدمع يشرق لى ... إلاّ تحدّر من عينىّ ما بردا


(١) الصحاح ٤/ ١٤٧٧ آ
(٢) الصحاح ٤/ ١٤٥٤ ب
(٣) المعرب ١٠١،١
(٤) ديوان حسان ٧٤، رقم ١٣/ ٧
(٥) إن: إنه مرآة الزمان