للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واقتصّ لهم منه (٢٢٤) إن وجب لهم عليه حقّا بما يقتضيه القضاء، فقال لهم:

اختاروا رجلا أولّه عليكم، فاختاروا محمّد بن أبى بكر الصدّيق، فكتب عهده على مصر، ووجّه معهم عدّة من المهاجرين والأنصار، ينظرون فيما بين ابن أبى سرج وأهل مصر.

ذكر سنة أربع وثلاثون

النيل المبارك فى هذه السنة:

الماء القديم ستّة أذرع وتسعة أصابع، مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعا وخمسة أصابع.

الإمام عثمان رضى الله عنه أمير المؤمنين بالمدينة.

فيها خاض الناس فى أمر عثمان رضى الله عنه فأكثروا، وكاتب المنحرفين عنه للاجتماع فى أمره ومناظرته فيما نقموا عليه، فشاور فى أمرهم، فقال عبد الله بن عامر: اشغلهم بالجهاد! وقال ابن سعد: أعطهم المال! وقال معاوية: مر عمّالك يكفى كلّ منهم من قبله! وقال عمرو: اعتدل أو اعتزل، فإن أبيت فاعتزم عزما وامض قدما، فردّهم إلى أعمالهم، وأمرهم بتجهيز البعوث.

وفيها خرج عثمان رضى الله عنه وجلس على المنبر، وقال: لقد عبتم علىّ ما أقررتم لابن الخطّاب بمثله، لكن وطئكم برجله، وضربكم بيده، وقمعكم بلسانه، فدنتم له على ما أحببتم وكرهتم، وكنت حمى لكم (١)، وأوطأتكم كتفى، وكففت يدى ولسانى عنكم، فاجترأتم على أمر الله، والله لأنا أعزّ نفرا، وأقرب