أمّا ذو الكفل؛ قال العتبيّ: بعثه الله تعالى إلى ملك من ملوك بني إسرائيل، فدعاه إلى الإيمان وكفل له الجنّة، فآمن به، فسمّي ذو الكفل.
وقال مجاهد: تكفّل أليسع بنيط، فوفا لهم، ولم يكن نبيّا. وقيل: تكفّل بعمل رجل صالح، فكان يصلّي كلّ يوم مائة ركعة. وقال الطّبريّ: إنّه بشر بن أيّوب، عليه السلام.
<ذكر لقمان الحكيم>
وأمّا لقمان الحكيم، فإنّه لم يكن نبيّا عند أكثر المفسّرين والعلماء، لكنّه كان حكيما. وكان عبدا حبشيّا لرجل من بني إسرائيل فأعتقه. وكان خيّاطا معاصرا لداود، عليه السلام. وقال سعيد بن المسيّب: كان نبيّا، وقد كان في زمن عاد رجل يقال له: لقمان بن عاد، وهو أحد رجال الوفد الذين قدموا مكّة يستسقون لقومهم. وانفرد هو عن قومه من الوفد بالدعاء لنفسه بطول العمر، فأعطي عمر سبعة أنسر. وكان عمره يومئذ مائتا سنة، وهو صاحب لبد-وهو النّسر السابع-فعاش ألفي وسبعمائة سنة. وقيل: