حديث طويل. ثمّ اتّفقا على قتل أرمانيوس فسقته سمّا في شرابه، فعجّلت عليه بهلاكه.
واستقرّ فرغان بالملك؛ وإنّه تجبّر وعتا وغصب الناس أموالهم وعمل ما لا يفعله ملك غيره، وأسرف في القتل وإهراق الدماء، وهابته الناس والملوك.
وكتب إلى الدرمشيل <ملك بابل> يشير عليه بقتل نوح، عليه السلام، وذلك أنّ الدرمشيل كان كتب إلى سائر الآفاق من الملوك يقول:
هل تعلمون آلهة غير الأصنام؟ ويذكر لهم ما جاء به نوح، عليه السلام.
فأجاب فرغان، وأشار عليه بقتل نوح، صلوات الله عليه، فأحماه الله، عزّ وجلّ، منه حسبما تقدّم من الكلام.
وفي زمان فرغان كان الطوفان، وغرّق الله فرغان الملك، وهلك مع جملة من هلك بالطوفان، ولم تغن عنه معاقله ولا أهرامه شيئا. واستقرّت الأرض بولد نوح، عليه السلام، حسبما ذكرنا من قبل، والله أعلم.
ذكر الكهّان من بعد الطوفان إلى حين خراب مصر
فأمّا الكهّان بعد الطوفان إلى حين خراب مصر على يد بخت نصر الفارسيّ فكثير، ونحن نذكر ما تصل إليه القدرة ملخّصا، إن شاء الله تعالى، ليكون تاريخنا هذا يتلوا بعضه بعضا، زمان بعد زمان، بعون الله وحسن توفيقه.