للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(٨٨) فأوّلهم كارباه بن أفليمون، كان ركب السفينة مع أبيه أفليمون، وتزوّج أخته كركندة بنت أفليمون الكاهن مصر بن بيصر بن حام، وهم الذين خرجوا إلى مصر في عدّة ثلاثين نفر. وعمّروا منف واسمها: مأفه، تفسيرها: ثلاثين. وكانوا مؤمنين موحّدين على دين نوح، عليه السلام.

ولم يكن اسم الكهانة عندهم عيبة، بل كان الكاهن كالحاكم الذي لا يعصى.

وأوّل من عمل بالكهانة بعد كارباه بن أفليمون، وغيّر الدين، وتعبّد الكواكب: البودشير بن قفطريم بن مصريم بن بيصر بن حام، وكان ملكا بعد أبيه. وهذا الملك تذكره جميع الكهنة من المصريّين والقبطيّين، يعظّمونه في مصاحفهم ويقولون: إنّه من أجلّ ملوكهم، وأعظم حكمائهم، وأعلم كهنتهم. وعمل النواميس العظام، وبنا البرابي، وزبر العلوم وتعبّد للكواكب.

وتزعم القبط أنّ الكواكب كانت تخاطبه، وله عجائب كبيرة، منها أنّه استتر عن الناس بعد سنين من ملكه، وكان يظهر لهم وقتا بعد وقت في