{فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}،ويشدّوا سيوفهم في أوساطهم؛ فدخل عليه يوما أبو دلامة في هذه الصورة فقال له المنصور: ما حالك يا أبا دلامة؟ فقال: بأسوأ حال يا مولانا! فقال: وكيف ويحك؟ فقال: ما حال من وجهه في نصفه، وسيفه في استه، وقد نبذ كتاب الله وراء ظهره؟! فضحك المنصور حتّى كاد يسقط ثم أمر أن يغيّروا ذلك.
ذكر سنة تسع وثلاثين ومائة
النيل المبارك في هذه السنة
الماء القديم ثلاثة أذرع وأربعة وعشرون إصبعا، مبلغ الزيادة أربعة عشر ذراعا وعشرون إصبعا.
ما لخّص من الحوادث
الخليفة المنصور عبد الله بن محمّد بن عليّ. وصالح بن عون بمصر، والمثنّى على الخراج، والقاضي غوث بن سليمان بحاله. فيها بنى المنصور مدينته، واتّخذ فيها قصره، وفيه بيوت للإذن. وهو أول من رتّب المراتب من الخلفاء. وكان بنو أمية لهم بيوت بلا منعة ولا إذن؛ وإنما كان الناس يقفون على أبوابهم حتى يؤذن لهم أو ينصرفون؛ فلمّا ولي بنو العبّاس، وبنى المنصور مدينته اتّخذ في قصره بيوتا للإذن فجرى الأمر على ذلك.