جلال الدين الخوارزمى على أخلاط، فإن قصدنى الأشرف منعه الخوارزمى، وإن قصدنى الكامل كان فىّ-إن شاء الله-له». ثم وقع الصلح بين الأشرف والمعظم، وحضر الأشرف إلى دمشق، وسأل المعظم أن يرحّل الخوارزمى عن أخلاط، فكتب إليه ورحّله.
ونزل الثلج، وأقام الأشرف عند المعظم بدمشق. وكان المعظم يلبس خلعة جلال الدين الخوارزمى، ويركب فرسه، ويحلف برأسه فى مجلس ملكه. وكان عند الأشرف من هذا الحال المقيم المقعد، وهو ساكت على مضض، ولا يتكلم.
وكانت وفاة الإمام الظاهر بأمر الله يوم الجمعة ثالث عشر رجب الفرد من هذه السنة. وتولى الخلافة المستنصر بالله.
توفى الظاهر بأمر الله وله من العمر ثلاث وخمسين سنة كان شبيه بأبيه، ذو طباع خيرة، جميل الذكر، وزيره مؤيد الدين بن العلقمى.
قال ابن واصل فى تاريخه فى سيرة الظاهر بأمر الله: ولقد تباعد بينه وبين أبيه الناصر لدين الله تباعدا جدّا فى عدة أمور، منها مدة خلافته وقصرها عن طول خلافة أبيه. ومنها أنه كان فى غاية العدل والإحسان إلى الخلق. وكان أبوه بالضد مريد.
ومنها أنه كان فى غاية التعصب لمذهب السنة، وكان أبوه فى غاية التعصب لمذهب الروافض. ومن كلامه يقول:«ليس غرضنا أن يقال يرد مرسوم أو تقدم مثال، ولا يبين له أثر، بل أنتم إلى إمام فعال أحوج منكم إلى إمام قوال».
مدة خلافته تسعة أشهر وأربع عشر يوما.
[ذكر خلافة الإمام المستنصر بالله بن الإمام الظاهر بأمر الله]
هو أبو جعفر المنصور بن محمد الظاهر بأمر الله، وباقى نسبه قد تقدم. أمه أم ولد، يقال إن اسمها غريب. بويع له عند وفاة أبيه-رحمه الله-فكانت خلافته سبع عشرة