المكوس ببغداد، ونظر فى المظالم وأزاحها. وقيل إنه مات بالنقرس، والله أعلم.
وفيها توفى الفائز بالله، وهو أبو القسم عيسى الفائز بنصر الله، ابن الظافر، ابن الحافظ، المقدم ذكره فى الجزء الذى قبله. وكان له من العمر يوم توفى عشر سنين. وكانت ولايته عند قتلة أبيه الظافر، حسبما سقناه من ذكر ذلك. وكان الفائز طفلا هلعا لما عاين من قتل أعمامه، فكان ربما يقع ويخبط، فلم يزل كذلك حتى توفى فى هذه السنة.
ودخل الصالح بن رزّيك-واسمه طلائع-القاهرة، يوم خروج تابوت الظافر من دار نصر بن إمرأة عباس المقدم ذكره، فمشى الصالح بن رزيك تحت التابوت حافيا، ثم خلع عليه الفائز خلع الوزارة. واستقل الصالح بن رزيك-حسبما سقنا من أمره-فى الجزء الذى قبله، إلى أن قتل، حسبما يأتى من ذكره فى تاريخه إن شاء الله.
قضاة الفائز بنصر الله فى مدة أيامه: الفقيه مجلّى؛ القاضى يونس الأطفيحى، الولاية الثانية؛ المفضل ضياء الدين أبو القاسم هبة الله بن كامل.
وتولى الخلافة العاضد لدين الله، وهو آخر العبيديين، والله أعلم.
ذكر خلافة العاضد لدين الله-آخرهم-
وما لخص من سيرته
هو أبو محمد عبد الله بن الأمير أبى الحجاج يوسف بن الحافظ أبى الميمون عبد المجيد.
وباقى نسبه قد تقدم فيما قبله. أمه أم ولد، تدعى ست المنى.
بويع بخلافة مصر والشام وما معهما فى تاريخ موت الفائز بنصر الله، وذلك لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر رجب الفرد من هذه السنة. مولده سنة أربع