العباسيين؛ فنفذ عبده جوهر في جيوش كثيفة وخزائن وأموال فلمّا شارف مصر خرج إليه أعيان الناس يطلبون الأمان فكتب لهم كتابا استوعب فيه جميع الألفاظ مما يليق بالأمانات. ثم بعد ذلك اجتمعت الكافوريّة والإخشيدية ووجوه العساكر المصرية وتهيأوا للقتال وعدوا إلى الجيزة، ووقعت الحرب بينهم، وقتل جمع من الفريقين، ووقعت الكسرة على الإخشيديّة وهربوا ودخلوا منازلهم، وأخذوا ما عزّ عليهم، وهربوا إلى الشام.
ذكر سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة
النيل المبارك في هذه السنة
الماء القديم
(٣٣٨) ما لخّص من الحوادث
الخليفة المطيع لله أمير المؤمنين. وعزّ الدولة بختيار مدبّر الممالك الخليفيّة.
وفيها دخل القائد جوهر إلى الفسطاط يوم الثلاثاء بعد العصر لسبع عشرة ليلة خلت من شعبان من هذه السنة وبنوده تخفق وطبوله تضرب، وعليه قميص ديباج، وأحمال المال بين يديه على بغال في صناديق عدّتها ألف وخمسمائة صندوق. ونزل في ساحة موضع بنيت القاهرة المحروسة. وأخذ الناس في الحضور إليه أولا فأولا وهو يقبل عليهم ويخلع وينعم. وأقام العسكر ينجرّ من الجيزة إلى مناخ القائد جوهر سبعة أيام. ثم إنه اختطّ مكان القصر وبادر إلى مولاه المعزّ يبشّره بالنصر والظفر ويهنئه بالفتح. وروى صاحب تاريخ