ما ساقه الطّبريّ، وذكر ذلك القضاعيّ. وذكر أن شيّع جنازته من سائر الناس أربعون ألف ألف ألف، ثلاث مرار.
وقيل: إنّ ملك طالوت كان أربعين سنة. وقد كان قبل داود وجالوت في صدر ملك طالوت، وفي هذا شيء من المناقضة، والله أعلم.
[ذكر سليمان بن داود، عليه السلام]
وأمّا سليمان بن داود، عليه السلام، <فلقد> أجمع الطّبريّ والقضاعيّ والمسعوديّ أنّه ملك بعد أبيه وله من العمر اثنتي عشر سنة.
وسخّر الله تعالى معه الإنس والجنّ والطّير والوحش والرّيح، وأتاه النّبوّة، إلاّ أنّ اليهود لا تعدّه من الأنبياء. وسخّر الله له الريح، فكان إذا أراد سفرا لغزو أمر فنصب له آلة من خشب وحمّل عليه جميع ما يريد من الناس والدوابّ وآلة الحرب، وعكف الطّير على رايته، وقام الإنس والجنّ في خدمته. ثمّ يأمر الريح العاصف فيدخل تحت الخشب فتحمله. فإذا استقرّ أمر الرحا تحمله غدوّها شهرا ورواحها شهرا، إلى حيث شاء. ولمّا مضى من ملكه أربع سنين بدأ ببناء بيت المقدّس، وفرغ منه في سبع سنين. ولمّا مضى من ملكه خمس وعشرين-وقيل: من عمره خمس وعشرين-سنة،