جاءته ملكة سبأ، وهي بلقيس. وكان من قصّته معها ما حكاه وقصّة <الله> في كتابه العزيز.
عن ابن عبّاس أنّ سليمان تزوّجها؛ وسليمان أوّل من اتّخذ الحمّام والرّحا والصّابون والنّورة. وكان على ساق بلقيس شعرات تستقبح وتستحسن، فأمر بعمل النّورة من أجله. وقد هجا بعض الشعراء قوما بالبخل فقال (من البسيط):
الخبز عندهم أيّام ميسرهم ... أعزّ من نورة أيّام بلقيس
(١٦٤) قال السّدّيّ: إنّ الشّيطان أخذ خاتم سليمان وجلس على كرسيّه أربعين يوما، وخرج سليمان هاربا على وجهه يستطعم الناس- فكانت هذه فتنته التي ذكرها الله تعالى، ثمّ ردّه الله إلى محلّ سلطانه، وذلك بعدما استطعم من الناس-فتصدّق عليه حوت سمك، فشقّ بطنه فوجد الخاتم في جوفه، فردّه الله إلى ملكه.
روي عن ابن عبّاس عن النبيّ صلى الله عليه وسلّم، أنّه قال: «بينما <كان> سليمان يصلّي ذات يوم فرأى شجرة، قال لها: ما اسمك؟ قالت:
الخرّوب. قال: لأيّ شيء أنت؟ قالت: لخراب هذا البيت. فقال سليمان: اللهمّ غمّ على الجنّ موتي حتّى تعلم الإنس أنّهم لا يعلمون الغيب. ونحت من الخرّوب عصا وتوكّأ عليها حولا وهو ميّت والجنّ لا يعلمون. فأكلتها الأرضة، فسقط»، وكان جميع عمره اثنين وخمسين سنة.