الخليفة هشام بن عبد الملك بن مروان، ونواب مصر بحالهم، وكذلك قاضيها.
ومن أخبار معبد قال ابن الكلبى: قدم ابن سريج والغريض المدينة يتعرضان لمعروف أهلها ويزوران من بها من قريش. فلما شارفاها تقدّما ثقلهما ليرتادا منزلا حتى إذا كانا بالمغسلة-وهى جبّانة على طرف المدينة يغسل فيها ثياب الناس-إذا هما بغلام ملتحف بإزار، وطرفه على رأسه، بيده حبالة يتصيد بها الطير، وهو يتغنى <من البسيط>:
القصر فالنخل فالجمّاء بينهما ... أشهى إلى القلب من أبواب جيرون
فإذا الغلام معبد، قال: فلما سمع ابن سريج والغريض معبدا، مالا إليه واستعاداه منه فأعاده، فسمعا شيا لم يسمعا مثله قط، فأقبل أحدهما على صاحبه فقال: هل سمعت كاليوم قط؟ قال: لا والله! قال: فما رأيك؟ قال بن سريج: هذا غناء غلام يصيد الطير فكيف بمن فى الجوبة! يعنى المدينة، أما أنا فثكلته والديه إن لم أرجع فكرّا راجعين.
(٤ - ١٤) قال. . . راجعين: ورد النص فى الأغانى ١/ ٤٤ - ٤٥