للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلت: هذا ما اخترته من هذه المقامة، إذ هو كلام منصوص، (١٣) وبذكر آدم صلوات الله عليه مخصوص، ليكون لاستفتاح الكلام مفتاح، ولما فيها من الألفاظ الفصاح، التي لمثلها النفوس ترتاح، ارتياح الأشباح، إلى الأرواح، والخليع اللطيف إلى شرب الرّاح. وجعلناه توطئة لذكره، عليه السلام، ولما يأتي بعده من الكلام.

[نستفتح الكلام بذكر آدم، عليه السلام]

اختلفوا لم سمّي آدم على قولين، أحدهما: أنّه خلق من أديم الأرض، وهو وجهها. قاله ابن مسعود وزيد بن ثابت، ورواه سعيد بن جبير عن ابن عبّاس. والثاني: أنّه مشتقّ من الأدمة، وهي سمرة اللّون.

رواه مجاهد عن ابن عبّاس. وذكر أبو إسحاق الثّعلبيّ رحمه الله، أنّ التّراب بلسان العبريّة يقال له: أدام. وقال الجوهريّ رحمه الله: آدم اسم عربيّ وليس بعجميّ. وقال أبو منصور ابن الجواليقيّ رحمه الله، في كتاب