للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر [حوادث] سنة ثمان وسبع ماية]

النيل المبارك فى هذه السنة: الماء القديم

ما يخصّ من الحوادث

الخليفة: الإمام المستكفى بالله أمير المؤمنين سليمان، ومولانا السلطان الأعظم: الملك الناصر مالك نواصى أعداه الطغاة، المتغلّبين البغاة، سلطان الإسلام، أعزّ الله بدوام أيّامه الأيّام، إلى حين غضبه على مماليك أبيه، حكّام دولته، وتوجّه ركابه الشريف إلى الكرك المحروس وعودته. وذلك أنّه أعزّ الله أنصاره، وضاعف اقتداره، لمّا علم أنّ الرعيّة، حقوقهم ضايعة غير مرعيّة، وأنّ تلك الطايفة البرجيّة، لم يقوموا بما يجب عليهم من الأمور الشرعيّة، وأنّ ظلمهم قد عمّ وفشا، ولا عاد فيهم من يرتدع ولا يخشى، حتى عاد إذا ظلم مظلوم ووقف يشكى حاله، قبض عليه وأعيد إلى ظالمه، فيشدّ ويوثق فى حباله، ويضرب ويعتقل، ومن سجن إلى سجن ينتقل. فلم يجسر مظلوم بعدها أن يفوه بظلامته، لتحقّقه أنّه إذا شكى حاله فقد عدم سلامته، وعاد كلّ منهم يحكم ولا يحكم عليه، وقد سلّمت أمور الرعيّة إليه. وكان فيهم عدّة من الأشرار، لا يعرفون جنّة ولا نار، مرتكبين من الفواحش عظامها، فاليونسىّ إمامها، وبلاط صاحب زمامها، قد جسرا على أذيّة العباد، واستحلا حريمهم والأولاد حتى عادا كقوم عاد {الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ، فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسادَ، فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ} (١٩) بعد ذلك من انتقام مولانا السلطان {سَوْطَ (٢٠)} عَذابٍ، إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ هذا ومولانا السلطان يلاحظ


(١٩) السورة ٨٩ الآية ١١ و ١٢ و ١٣ و ١٤
(٢٠) سوط: صوط --لبالمرصاد: لبمرصاد