وأمّا ملوك الصين فإنّهم قوما من ولد يافث، يقال لهم: بني عامر بن يافث، قطعوا إلى ناحية الصين وكانوا قد عملوا فلكا، حكاية عن سفينة جدّهم نوح، عليه السلام، وركبوا وقطعوا البحر إلى اليمن، ثمّ إلى الهند. وكان فيهم كبير ويسمّى صين بن عامر بن يافث بن نوح، وأخوه هند بن عامر بن يافث. فقطعوا تلك الديار، وبنوا البلدان، وعملوا الحكم، ودقّقوا الصناعات والعلوم، وثوّروا معادن الذهب هنالك، فسمّيت تلك الديار بهم.
وملك صين بن عامر ثلاثمائة سنة، ثمّ هلك. وعبدوا الكواكب على دين الصابئين. وهم الذين صنعوا أجساد ملوكهم في تماثيل الذهب. وعاد ذلك سنّة لسائر ملوكهم. ولهم حكماء يتكلّمون في سائر علومهم الدقيقة.
ولهم أحوال وغايات لا تدرك. ومن خرج إليهم في البحر يقطع سبعة أبحر، لكلّ بحر لون وريح وسمك ودوابّ يطول شرحها. ولهم سنن وشرائع ومذاهب لا يكيف، ويطول (٦٧) الكلام فيها. ولهم عند دخول الشمس الحمل عيدا جليلا، يأكلون ويشربون فيه مدّة سبعة أيّام.
وأحد هؤلاء هم أصول الترك قديما، لا كما يزعمون من أصل جدّهم