فأخبرهم بخبره. وكان خبرهم عند الملك في لوح في خزانته، فسار الملك معه حتّى دخل على أصحابه. فلمّا نظروا إليه، ضرب الله على آذانهم، فعادوا كما كانوا عليه، فبنى عليه مسجدا.
وقيل: إنّ هذا الكهف في بلاد الروم، بينه وبين طرسوس ثلاثة أيّام، بموضع يعرف بالحان. وقيل: إنّه بمكان يعرف بافلس في عدوة القسطنطينيّة.
وأمّا ابن قتيبة: إنّ أهل الكهف كانوا قبل المسيح وظهر أمرهم في الفترة، والله، عزّ وجلّ، أعلم.
ذكر سائر ملوك الأرض وأسمائهم
ومدد تملّكهم إلى آخر وقت
قلت: قد انتهى الكلام فيما اشترطناه من ذكر الأنبياء والمرسلين، صلوات الله عليهم أجمعين، حسبما وصلت إليه القدرة بمعونة الله تعالى وحسن توفيقه وبركة إلهامه. ونحن نتلوا ذلك بذكر سائر الملوك وطبقاتهم وأزمنتهم ومددهم وأديانهم، كلّ طبقة وما أتا بعدها من الملوك من أوّل وقت إلى حين مبعث سيّدنا ونبيّنا محمّد صلى الله عليه وسلّم. ولعمري إنّه قد جمع من الفنون ما لا جمعه تاريخ غيره. ولست أقول ذلك استكبارا ولا أدّعي، وإنّما جمع ذلك كثرة المطالعة لأخبار الناس، مع المبالغة في الاجتهاد.