للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيها كان بمصر غلاء كثير، وسببه أن النيل أسرع فى هبوطه، وظهر تلك السنة فار عظيم (٢٧١) حتى إنه دخل إلى الدور بالمدينة وكثر وتزايد. وكثر القتل فيه وأروحت الدور والأزقة من كثرة قتله وموته.

وحصل للناس من رايحته وباء كثير وضعف حتى لا كان يقدر الإنسان أن يفكر فى مأكول، وعاد كلما يأكله يقذفه. وكانت سنة شديدة على الناس بسبب الفار. ولم يزال الحال كذلك إلى سنة ثلث وعشرين. ذكر ذاك صاحب تاريخ القيروان وقال: إن هذا الفار أول ما ظهر بأرض القيروان وتوصل إلى مصر، وقال فى صفة خلقه إنه كان كبيره فى قدر القط، وصغيره فى قدر الخنفس. وكان أكثره بثلاثة أرجل يدين ورجل واحدة، وكان فيه شئ له زلومة كزلومة الفيل، وشئ له آذان كآذان المعز الزرابى وعدة أصناف أخر.

ذكر سنة ثلث وعشرين وماية

النيل المبارك فى هذه السنة:

الماء القديم ذراعان فقط. مبلغ الزيادة ثمانية عشر ذراعا وثلثة عشر إصبعا.

(٧) تاريخ القيروان: انظر هنا المقدمة الألمانية ٩، انظر أيضا كنز الدرر ٦/ ٨ (المقدمة الفرنسية)

(١٤) ذراعان فقط: فى درر التيجان ٨٥ آ:٩ (حوادث ١٢٣): «ثلاثة أذرع واثنان وعشرون إصبعا»