الله فى حياته قد قال ليزيد ابنه: إنّ لك من أهل المدينة يوما، فإن فعلوها فارمهم بمسلم بن عقبة فإنه رجل قد عرفنا نصحه. فندب يزيد مسلما لقتال أهل المدينة ومحاصرة مكة وقتال ابن الزبير بها. فسار مسلم فى اثنى عشر ألفا من أهل الشام بعد أن أمر لهم بأعطياتهم وأن يعا. . . كل رجل منهم بماية دينار زيادة. فسار مسلم متقلدا سيفه متنكبا قوسه، وكان يتصفح الخيل وهو يقول <من الرجز>:
أبلغ أبا بكر إذا الجيش انبرى ... وأشرف القوم على وادى القرى
أجمع سكران من الخمر ترى ... أم جمع يقظان إذا جدّ السرى
وكان ابن الزبير يدعا أبا بكر.
ذكر سنة ثلث وستين
النيل المبارك فى هذه السنة:
الماء القديم ذراعان وسبعة أصابع. مبلغ الزيادة ستة عشر ذراعا وأربعة عشر إصبعا.