قال الشريف أبو الحسين المعروف بأخى محسن فى كتابه المختصّ (ص ٩٨) بذكر هؤلاء القوم: وكان المعزّ شديد الخوف من الحسن ابن أحمد القرمطىّ.
فلما نزل مصر واستقرّ بها ملكه عزم على أن يكتب إليه كتابا يعرّفه فيه أنّ المذهب واحد، وأنّهم منهم استمدوا، وهم ساداتهم فى هذا الأمر، وبهم وصلوا إلى هذه الرتبة. ورهّب عليه فيه. وكان غرضه فى ذلك أن يعلم من جواب كتابه ما فى نفس الحسن بن أحمد هل خافه لما وافى مصر أم لا. وكان الحسن بن أحمد يعلم المذهب أنّه واحد، ولم يخف عليه شئ مما كاتبه به كونه يعلم الظاهر منهم والباطن. لأنّ مذهب الجميع متفقين على التعطيل والأخذ بالإباحة. وإذا تمكّن بعضهم من بعض يرى قتله، ولا يبقى عليه، لعدم الأمان بينهم. فهم كما قال الله عز وجلّ ({كَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظّالِمِينَ بَعْضاً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ}).