المقدّم علينا، فقال المقوقس بعد كلام طويل: تقدّم وقل برفق، فإنّى أهابك، وإن اشتدّ كلامك كان أهيب، فقال عبادة: قد سمعت كلامك، وإنّ فيمن خلفت ورائى من أصحابى ألف رجل أسود، كلّهم أفظع منظرا منّى، فى كلام طويل هذا آخره.
ثمّ تناظروا مناظرات (١٧٥) كثيرة، آخرها أنّ عبادة قال: لا نرضى منكم بغير ثلاث خصال: إمّا أن تدخلوا فى ديننا، أو تؤدّوا الجزية، أو يحكم السّيف بيننا، فارتضوا بعد مشاجرات كثيرة بالجزية، والله أعلم.
ذكر بعض شئ ممّا ورد
فى صفة مصر
قال (١): حدّثنا علىّ، قال: حدّثنا عبد الرحمن، قال: حدّثنا عبد الله بن صالح، عن ابن لهيعة، عن بكر بن سوادة، وبكر بن عمرو الخولانى، يرفعان الحديث إلى عبد الله بن [عمرو](٢) رضى الله عنه، قال: قبط مصر أكرم الأعاجم كلّها، وأسمحهم يدا، وأفضلهم عنصرا، وأقربهم رحما بالعرب عامة، وبقريش خاصة، ومن أراد أن يذكر الفردوس، أو ينظر إلى مثلها، فلينظر إلى مصر وأراضيها، حين يخضرّ زرعها وتنوّر ثمارها.
قال: حدّثنا علىّ، قال: حدّثنا عبد الرحمن، قال: حدّثنا أبو الأسود النضر بن عبد الله، أو ابن عبد الجبّار، قال: حدّثنا ابن لهيعة، عن يزيد