الماء القديم أربعة أذرع وعشرون أصبعا. مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعا وستة عشر أصبعا.
[ما لخص من الحوادث]
الخليفة الإمام الناصر لدين الله أمير المؤمنين، مستمر الأحكام، مطاع الأمر، والملك العزيز صاحب مصر، وكذلك بقية الملوك.
وفيها نزلت الفرنج-خذلهم الله تعالى-على تبنين، وحاصروها. فلما بلغ الملك العزيز ذلك، خرج بالجيوش لدفعهم عنها. فعند ما أطلت أعلامه عليهم رحلوا عن البلد صاغرين. وكان الملك العادل عنده، قد أتاه زائرا لابنته زوجة العزيز.
وفى هذه السنة كانت الوقعة العظيمة بين السلطان غياث الدين محمد بن سام وأخوه شهاب الدين الغورى، وبين ملك الهند. وذلك أن شهاب الدين الغورى كان قد كسر قبل ذلك من ملك الهند. ثم إنه اتفق مع أخيه صاحب الغور وسارا طالبين ملك الهند، فلما قاربا، قال رجل شيخ لشهاب الدين الغورى:«لا ينبغى أن تقدم عليهم فى بلادهم مع كثرتهم؛ وقد جرى لك معهم ما جرى». فقال:
«والله إنى منذ كسرونى ما نمت مع زوجتى، ولا غيرت ثياب البياض، وها أنا سائر إليهم ومعتمدا على الله عز وجل، وإن نصرنى نصر دينه، وكان ذلك من فضله، وإن هزمونى فلا تطلبونى فإنى لا أنهزم بل أموت كريما». فلما قاربهم خرجوا إليه، فأظهر الهزيمة، وهم فى أثره إلى أن قاربوا بلاد الإسلام. ثم عبأ أصحابه فى بعض الليالى،