وكبسهم بغتة، فقتلهم قتلا ذريعا، إلا من هرب منهم. وكانت نصرة عظيمة.
وهذه الوقعة لم يكن ملك الهند فيها. فلما بلغه ما جرى على أصحابه جمع جيوشه، وكان فى جملتها سبع مائة فيل حربية، وعدة جيشه ألف ألف مقاتل. وقصد بلاد الإسلام، فسار شهاب الدين الغورى من غزنة لملتقاه، وكان فى مائة ألف وعشرين ألفا، والتقيا. وصبر المسلمون على قتال المشركين، ونصر الله دينه، وخذل الكفرة عبّاد النار والأحجار. وكثر القتل فيهم حتى امتلأت تلك الصحارى والفلوات.
وأما الأفيلة فقتل بعضها، وانهزم بعضها. وقتل ملك الهند فى تلك الوقعة. ثم إن شهاب الدين دخل إلى عظيم بلاد الهند وملكها، وحمل من خزائنها ألف وأربع مائة حملا ذهبا، وعاد إلى غزنة وصحبته الأفيلة برجالها، وفيهم فيل أبيض. وحكى ابن واصل فى تاريخه عن الشيخ تاج الدين بن الساعى أن هذا الفتح كان فى سنة تسعين وخمسمائة.
ولما اتفق الملك العزيز والملك العادل على إخراج الملك الأفضل من دمشق، ونفيه إلى صرخد، كتب [الأفضل] إلى الإمام الناصر يتظلم منهما، ويقول:
مولاى: إن أبا بكر وصاحبه ... عثمان أحاطا بالسيف إرث على
فانظر لصاحب هذا الاسم كيف لقى ... من الأواخر ما لاقى من الأولى
وهذان البيتان ضمنهما آخر مطالعته للإمام الناصر فأجابه فى آخر مكاتبته:
وافى كتابك يا بن يوسف معلنا ... بالودّ يخبر أن أصلك طاهر