وخلع في شهر ربيع الأول سنة ستّ وتسعين بعد بيعته بأربعة أشهر، وبويع عبد الله بن المعتزّ فلم يتم أمره غير يوم أو بعض يوم، وانتقض يويه وعاد المقتدر لولايته.
ذكر عبد الله بن المعتزّ بالله وقصته ولمع من أخباره وأدبه وأشعاره
<هو أبو العباس عبد الله بن محمد المعتزّ بالله. أمّه أمّ ولد اسمها حائن.
وهو الخليفة الذي قام يوما أو بعض يوم وانتقض أمره. قال صاحب كتاب الوزراء إنه كان سبب بيعة المقتدر بالله، وتخلية البيعة عن ابن المعتزّ ما أشار به أبو الحسن بن الفرات على الوزير أبي العبّاس لما كانوا يعلمون من عبد الله بن المعتزّ وتجند الأمور ولأجل أنّ المقتدر يوم ذاك طفل ليكونوا المتصرفين بغير منازع، فصحّ لهم ما طلبوه من ذلك حتى قتل أبو العباس الوزير ووزر ابن الفرات، وكان الغالب على الأمور النساء وسمّوا السادة وهنّ السيّدة أمّ المقتدر، وحاط ودستنبويه أمّ ولد المقتدر، والقهرمانة ثمل>.
كان عبد الله بن المعتزّ رحمه الله غزير الروية كثير الأدب، راو من كلّ فنّ، جامع بلاغة النثر إلى رقّة الشعر. فمن كلامه في الحكمة قوله: البشر دالّ على السخاء كما يدلّ النور على الثمر. وقوله: إذا اضطررت إلى الكذاب فلا تصدّقه ولا تعلمه أنك تكذّبه فيتنقل عن ودّه ولا ينتقل عن طبعه. وقوله: كما أنّ الشمس لا يخفى ضوؤها وإن كانت تحت السحاب كذلك الصبي لا يخفى