ولايته فنزل الجيزة وحفر خندقا وأقبلت مراكب صاحب إفريقية وعليها سليمان الخادم فدخلوا البحيرة، وأقبل ثمل الخادم في مراكبه فلمّا سمعوا به خرجوا.
وأرسل الله تعالى عليهم ريحا فألقت مراكب سليمان المغربي إلى البرّ وتكسّر أكثرها، وأخذ جميع من فيها قبضا بالكفّ. وأنفذهم ثمل إلى تكين مستأسرين في الحبال فعزل أهل القيروان وطرابلس الغرب وبرقة وصقلية ناحية، وعزل كتامة وزويلة وقتلهم؛ وكانوا عدة سبعمائة نفر. وانتقل عبد الرحمن ابن صاحب إفريقية من الإسكندرية إلى الفيوم ونزلها بقية هذه السنة.
<وفيها توفي أبو جعفر محمد بن جرير الطبري رحمه الله، صاحب التاريخ الكبير. ذكر أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر الفرغاني في كتابه المعروف بالصلة-وهو الذي وصل به تاريخ الطبري الكبير-أنّ قوما من تلاميذ الشيخ الطبري حصّلوا أيام حياته مذ بلغ الحلم إلى أن توفّي في هذه السنة- وقيل توفّي في سنة عشرة وثلاثمائة وهو ابن ستّ وثمانين سنة-ثم قسموا عليها عدّة أوراق مصنّفاته فصار منها لكلّ يوم أربع عشرة ورقة! وهذا لا يتهيّأ لمخلوق إلاّ بكريم العناية الإلهية.>
ذكر سنة ثمان وثلاثمائة
النيل المبارك في هذه السنة
الماء القديم ستة أذرع وعشرون إصبعا. مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعا وعشرة أصابع.