ثم اجتمع مع منذر بن يحيى صاحب سرقسطة وخيران صاحب بلنسية وشاطبة وجماعة من العبيد. فبايعوه ورجعوا، وسعى من أراد الفساد بينه وبين منذر وخيران. فنكبوا عن قرطبة وطلبوا (٣٢٣) غرناطة، وفيها زاوى بن زيرى بن مناد الصنهاجى. فخرج إليهم باتفاق كان بينهم فقاتلهم فانهزموا لما كان بينهم، وقتل المرتضى فى المعمعة يوم السبت لثلث خلون من جمادى الأولى سنة تسع وأربع ماية.
هذا والقاسم بن حمود أخو علىّ بن حمود بقرطبة بعد قتلة أخيه علىّ. ثم أخرجه منها ابن أخيه يحيى بن علىّ بن حمود. ثم عاد القسم وأخرجه منها، وأقام بها إلى أن أخرجه أهلها وبايعوا أخا لمحمد المهدى ونعتوه
[المستظهر بالله عبد الرحمن بن هشام]
بويع له بقرطبة منتصف شهر رمضان سنة أربع عشرة وأربعماية، وقتل بدار الملك يوم السبت لثلث خلون من ذى القعدة من العام المذكور. فكانت مملكته شهرا وخمسة عشرة يوما. ولد فى ذى القعدة سنة إحدى وتسعين وثلثماية.