فخرج على وجهه إلى أن أتى بغداد؛ فكتب وعاشر الناس ونفق عند الرؤساء واتصل بالوزراء إلى أن بلغ ما بلغ وعاد إلى مصر فكنس ذرّية بني طولون وأجلاهم عن مصر.
ثم ورد كتاب بتولية عيسى بن محمد النوشريّ فدخلهما في جمادى الأولى سنة اثنتين وتسعين ومائتين، وخرج محمد بن سليمان بذرّية آل طولون طالبا للعراق فلما كان بدمشق اجتمع الناس من المصريين على محمد بن الخليج وانضمّ إليهم خلق كثير ممن كره مفارقة مصر وبايعوه بالإمرة عليهم وادّعى أنه من سليم، وخرج بالناس طالبا مصر فبلغ عيسى النوشريّ ذلك فخرج بمجموعه لملتقاه فكانت منهما ثلاث وقعات في هذه السنة وهي سنة ثلاث وتسعين ومائتين، وانكسر النوشريّ ودخل ابن الخليج الفسطاط وعاد إليه النوشريّ فكان بينهما وقائع يأتي ذكر ملخّصها في ذكر سنة أربع وتسعين إن شاء الله تعالى.
ذكر سنة أربع وتسعين ومائتين
النيل المبارك في هذه السنة
الماء القديم أربعة أذرع وثلاثة أصابع. مبلغ الزيادة خمسة عشر ذراعا وأحد عشر إصبعا.