وكان الخبيث ابن الخبيث لما رجع من عند زكرويه إلى الطالقان كتب إليه يستأذنه فى القدوم عليه. فأجابه بالتوقّف. فخرج نحو العراق ثم قدم على زكرويه فوجده مختفيا، فلم يزل حتى اجتمع به واستأذنه بالتوجّه إلى ابنه، لما بلغه من استجاب له من الناس. فأذن له، وضمّ إليه ابن أخت عيسى بن مهرويه، وتسمى بالمدّثر لقبا، وبعبد الله اسما، وتأوّل أنّه المذكور فى القرآن بالمدثّر، كذب لعنه الله، وأصحبهما غلاما من بنى مهرويه يلقّب بالمطوّق، وكان سيّافا.
وكتب على أيديهم: كتب إلى ابنه الحسن يعرفه أنّه ابن الحجة، ويأمره له بالسمع والطاعة.
فسار اللعين حتى نزل فى كلب. فلقيه الحسن بن زكرويه وعظّمه وسرّ به، وعرّف جموعه أنه صاحب الأمر. فامتثلوا أمره وقالوا له:
مرنا بأمرك لنسارع إليه. فقال لهم: استعدوا للحرب، فقد أظلّكم النصر. ففعلوا. واتصلت أخبارهم بشبل الديلمى وهو يومئذ أمير الشام بالرصافة، وهو مولى المعتضد بالله. وذلك فى سنة تسع وثمانين ومئتين.
فقصدهم، فكسروه وقتلوه. وكانت الوقعة بالرصافة غربى الفرات. ودخلوا الرصافة وأخربوها وأحرقوها ونهبوها. وأصعدوا نحو الشام (ص ٤٩) واعترضوا الناس بالقتل والحريق ونهب القرى، إلى أن وردوا أطراف دمشق. وكان