البرامكة فيقتلون بأسرهم إلاّ يحيى بن خالد والفضل ولده يصفّدا ويحضرا ثم تخرّب جميع منازلهم وتحرّق بالنيران حتى تصير دكا. قال مسرور: فلم يطلع الفجر حتى قتل ألف ومائتي وزير وكاتب ومستصحب ثم نقلنا الأموال وخرّبنا الآدر، وقسّم جعفر نصفين (١١٨) وصلب نصفه بالجانب الغربي، ونصفه بالجانب الشرقي، ونصبت رأسه على باب القصر. وأمر بالفضل بن يحيى ويحيى أبوه إلى السجن. انتهى كلام الواقدي رحمه الله في خبر البرامكة ممّا رواه الطبري، والله أعلم.
ذكر سنة ثمان وثمانين ومائة
النيل المبارك في هذه السنة
الماء القديم ذراعان وستة أصابع. مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعا وإصبع واحد.
ما لخّص من الحوادث
الخليفة هارون الرشيد بالله بن محمد المهدي. وأحمد بن إسماعيل على الحرب بمصر، ومحفوظ على ضمان الخراج بها. والقاضي عبد الرحمن العمري بحاله مستمرّ.
وأمّا ما ذكره المسعودي في قتلة جعفر فقد تقدّم القول إنّ العبد أثبت جميع ذلك مفصّلا في كتابه المعروف بأمثال الأعيان وأعيان الأمثال. ولنذكر منه هاهنا كلاما مجملا. قال المسعودي إنّ الرشيد لمّا عقد لأخته العبّاسة على جعفر لتحلّ له بالنظر لم يرفع جعفر رأسه إليها قطّ ولا تمقّل لها وجها أبدا.