فقال: ليس هذا ببعيد من الأول، وإنما يستره حسن رواية المنشد فلم لا قلتم كما قلت أنا؟ فقال الشيخ فما قلت أنت؟ جعلت فداك! فقال (من الطويل):
تعشّقتها بكرا وعلّقت حبّها ... فقلبي عن كلّ الورى فارغ بكر
إذا احتجبت لم يكفك البدر ضوءها ... وتكفيك ضوء البدر إن حجب البدر
وحسبك من خمر يغويك ريقها ... وو الله ما من ريقها حسبك الخمر
ولو أنّ جلد الذرّ لا مس جلدها ... لكان لجلد الذرّ في جلدها أثر
وما الصبر عنها إن وجدت بهيّن ... وهل <صبوة> في مثلها يحسن الصبر
ولو لم يكن للبدر ضدّ جمالها ... وتفضله في حسنه لصفا البدر
قلت: لو كتب هذان الشعران بالغوالي في خدود الغواني، وبأنامل الحور على ورق النور، وبدموع الهجران على صفحات الحسان، أو بريش الجفون من سواد العيون، وبدموع الصدود على بياض الخدود (١٠٣) لكانا مستحقّهما، ولم يصلا إلى حقّيهما.
ذكر سنة ثمانين ومائة
النيل المبارك في هذه السنة
الماء القديم ثلاثة أذرع وأربعة عشر إصبعا. مبلغ الزيادة خمسة عشر ذراعا وتسعة أصابع.
ما لخّص من الحوادث
الخليفة الرشيد بالله هارون بن محمد المهدي. وعزل موسى بن عيسى عن مصر وأعاد عبد الله بن المسيّب، وقيل: بل عبيد الله بن المهدي-وهو