من عبد الله ووليّه، وخيرته وصفيّه، معدّ أبى تميم ابن إسماعيل، المعزّ لدين الله، أمير المؤمنين، وسلالة خير النبيّين، ونجل علىّ أفضل الوصيين.
إلى الحسن بن أحمد.
أما بعد، فإنّ رسوم النطقاء، ومذاهب الأئمة والأنبياء، ومسالك الرسل والأصفياء، السالف والآنف منا، صلوات الله علينا، وعلى آبائنا، أولى الأيدى والأبصار، فى متقدّم الدهور والأكوار، وسالف الأزمان والأعصار، عند قيامهم بأحكام الله، وانتصابهم لأمر الله، الابتداء بالإعذار، والانتهاء بالإنذار، قبل إنفاذ الأقدار، فى أهل الشقاق والآصار، لتكون الحجّة على من خالف وعصى، والعقوبة على من باين وغوى، حسب ما قال الله عز وجلّ ({وَما كُنّا مُعَذِّبِينَ حَتّى نَبْعَثَ رَسُولاً})(ص ٩٩) وقوله سبحانه ({قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اِتَّبَعَنِي وَسُبْحانَ اللهِ، وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}). ({وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ}).