للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر سنة ثمان عشرة ومائتين

النيل المبارك في هذه السنة

الماء القديم ثلاثة أذرع واثنان وعشرون إصبعا. مبلغ الزيادة خمسة عشر ذراعا فقط.

ما لخّص من الحوادث

الخليفة عبد الله المأمون بن هارون الرشيد إلى أن توفّي رحمه الله في تاريخ ما يأتي. وولّى المعتصم ولده إسحاق مصر لمّا تولّى الخلافة. واستمرّ كيدر وابن أسباط على الخراج. والقاضي هارون بن عبد الله بحاله.

كان المأمون يقول: نظرت في الطالع فرأيت أنّي أقبر بالرقّة! فكان إذا مرّ بها وعبر عليها يسرع في السير. فلمّا كان في غزاة الصائفة مرّ يريد طرسوس فمرّ بأرض سهلة طيبة كثيرة العشب والخضرة فأمر بالنزول بها وطابت نفسه بالإقامة فيها. واغتسل في ذلك النهر فحمّ وقوي به المرض فنظر إلى بناء عن بعد فقال لبعض غلمانه: أنظر ما هذا البناء! فقيل: هو دير. فاستدعى براهبه وسأل منه ما اسم هذا الدير؟ قال؛ يقال له دير البدندون. قال: وما تفسير ذلك بالعربي؟ قال: معناه قرب الأمر مدّ رجلك! فارتاع لذلك. وكان يقول بالتفاؤل؛ فعلم أنّه ميّت. ولقوّة جزعه لم يتمّ يومه حتّى مات. رحمه الله تعالى. وذلك يوم الأربعاء لثمان خلون من رجب سنة ثمان عشرة ومائتين. مدّة خلافته عشرون