ومن قبله عليها كيدر واسمه نصر بن عبد الله على الحرب، وابن تميم وابن أسباط على ضمانهما الخراج. وولي القضاء هارون بن عبد الله الزهري؛ وكان محمودا. وتزايد الغلاء بمصر، وأخلوا أكثر أهلها شرقا وغربا ولم يبق بها إلاّ ذو قدرة وميسرة. وعبد الله بن طاهر بخراسان.
روي أنّ سوّارا دخل عليه وهو يومئذ بخراسان فقال: أصلح الله الأمير (من الطويل):
لنا حاجة والعذر فيها مقدّم ... خفيف معناها مضاعفة الأجر
فإن تقضها فالحمد لله وحده ... وإن أنت لم تفعل ففي أوسع العذر
قال له: حاجتك أبا عبد الله! قال: كتاب لي-إن رأى الأمير أكرمه الله- أن ينفذه في خاصّة كتبه إلى محمد بن عبد الملك في تعجيل أرزاقي! قال عبد الله بن طاهر: أو غير ذلك أبا عبد الله؟! تعجيلها لك من مالنا فإذا هي وردت كنت مخيّرا بين أن تأخذ أو تردّ! فأنشأ سوّار يقول (من المتقارب):
فبابك أيمن أبوابهم ... ودارك معمورة عامره
وكفّك حين ترى المجتبين ... أندى من الليلة الماطره
وكلبك آنس بالمعتفين ... من الأمّ بابنتها الزائره
(١٧٣) ومآثر عبد الله بن طاهر وجوده كثيرة لو شرحناها لخرجنا عن الاختصار. وكذلك جميع أهل بيتهم نسجوا على منوال واحد في الجود والكرم.