قال صاحب تاريخ الأندلس: فى هذه السنة ضخم أمر الرجل المعروف بالسيد الطيار. واختلفت فيه الأقوايل. فمنهم من ادعى أنه جعفر ابن أبى طالب رضى الله عنه، وأن الله عز وجل أعاده حيا يطير (٢٧٣) فى الدنيا حيث شاء. وهذه الطايفة يدعون أنهم شاعدوا له جناحان إذا أراد الطّيران نشرهما من تحت إبطيه. ومنهم من ادعى أنه صاحب خطوة وأنه قطع بحر الأندلس إلى الزاب فى خطوة. وأنهم كانوا رفقاؤه. ومنهم طايفة من النصارى قالوا: هذا عيسى بن مريم، وهذه صفته التى فى الإنجيل فعبدوه. ومنهم طايفة من المسلمين قالوا: فيه أقوال صعبة لا يسعنا ذكرها. وكان عدمه رحمة للناس لاختلاف الآراء فى أمره، والله أعلم بحقيقته.
ذكر سنة خمس وعشرين وماية
النيل المبارك فى هذه السنة:
الماء القديم أربعة أذرع وثمانية أصابع. مبلغ الزيادة ستة عشر ذراعا وثلثة عشر إصبعا.
[ما لخص من الحوادث]
الخليفة هشام بن عبد الملك إلى حين وفاته فى هذه السنة فى تاريخ
(١) تاريخ الأندلس: انظر هنا ص ٤١٨، الهامش الموضوعى، حاشية سطر ١١
(١٣ - ١٤) الماء. . . إصبعا: حوادث سنة ١٢٥ ناقصة فى درر التيجان.
(١٦) هشام. . . السنة: فى درر التيجان ٨٥ آ:١٥ - ١٦ (حوادث ١١٤): «فى هذه السنة توفى هشام. . . لست خلون من ربيع الآخرة من السنة المذكورة»