له: لا تهتمّ بذلك فإنّي سأنفقها لك حتّى تبيعها بأغلى ثمن تريده! ثم قال (صوت)، (من الرجز):
قل للمليحة في الخمار الأسود ... ماذا صنعت براهب متعبّد
قد كان شمّر للصلاة ثيابه ... حتّى وقفت له بباب المسجد
وغنّى فيه وكذلك غنّى فيه سنان الكاتب وشاع في الناس وقالوا: قد فتك الدارمي ورجع عن نسكه! فلم تبق في المدينة ظريفة إلاّ ابتاعت خمارا أسود بما أحبّ واختار حتّى نفد ما كان مع العراقي منها؛ فلمّا علم ذلك الدارميّ رجع إلى نسكه ولزم المسجد حتّى مات.
وعن أبي هفّان قال: حضرت يوما مجلس بعض قّواد الأتراك وكانت له ستارة فنصبت فقال لبعض جواريه بها: غنّي الخمار الأسود المليح! فلم يعلم ما قال حتّى غنّت:
قل للمليحة في الخمار الأسود
ثمّ أمسك ساعة ثم قال لها: غنّي إني خريت وجيت أنتقله! فضحكت الجارية وقالت: هكذا يشبهك! ولم يدر أيضا ما قال حتّى غنّت:
إنّ الخليط أجدّ منتقله
ذكر سنة ثلاث وأربعين ومائة
النيل المبارك في هذه السنة
الماء القديم ذراعان وثلاثة أصابع، مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعا وعشرة أصابع. (٢٥)