فرخ شاه وولده الأمجد، والناصر قليج أرسلان، وتقى الدين وابنه المنصور وولده المظفر أصحاب حماه. وذريتهم المتصلة إلى آخر وقت بحماة، حسبما نذكرهم فى تواريخهم إن شاء الله تعالى. والظافر، والمغيث عمر، والمنصور، والمسعود، والسعيد، والأمجد أولاد الصالح إسماعيل، ومجير الدين يعقوب، وتقى الدين عباس.
ومن ذريّة الأمجد بهرام شاه، ولده الملك المنصور إبراهيم؛ وولد إبراهيم الملك الأشرف موسى. هؤلاء أصحاب بعلبك. ولم يزل موسى إلى أيام الملك الظاهر البندقدارى، حسبما يأتى من ذكرهم.
وأمّا أصحاب حمص فمن ذرية أسد الدين شيركوه عم السلطان صلاح الدين تأتى أيضا أسماؤهم فى تواريخها إن شاء الله تعالى.
قلت: ولهؤلاء السادة أولاد أيوب شجرة تجمع سائرهم متصلة الأنساب إلى آخر وقت. وإنما ذكرت فى هذا الفصل الملوك الذين ملكوا نصيبا من الدنيا.
... وفيها، والسلطان الملك الكامل فى قتال الفرنج بدمياط وقد ضعف حاله وقل القوت عندهم ولا بقى لهم صبر على القتال. وأراد أن يسلم البلاد إلى العدو. كل هذا وكتبه ورسله تتردد إلى ملوك الشرق وإلى إخوته الملوك. ومن جملة قوله فى الحث على طلب النجدة:«وا إخوتاه! وا غوثاه! وا إسلاماه! أدركوا الإسلام! أغيثوا أمة محمد عليه السلام!».
فلما قويت شوكة الافرنج وظنوا أنهم سيملكون البلاد، ويهلكون العباد، تواردت العساكر الإسلامية، تتلو بعضها بعضا، فأول من قدم الملك المعظم عيسى صاحب الشام، ثم الملك الأشرف موسى شاه أرمن. وجاءت عساكر الشرق.