للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وله وأبدع (من الكامل):

من شاء تشبيه الشقائق فليقل ... كنساء ثكلى قد خرجن نوائحا

(٢٦٥) ألبسن أردية الدماء شناعة ... ونشرن شعرا ثم قمن صوائحا

ولابن المعتزّ فى الشقيق وأبدع (من المجتثّ):

قم سقّنى يا رفيقى ... من السلاف الرحيق

أما ترى الظلّ يبدو ... على احمرار الشقيق

كلآلئ ضمنتها ... مداهن من عقيق

[النيلوفر]

والنيلوفر قد أحسن كلّ الإحسان، وظهر فى عدّة ألوان، فعاد فى حسنه المنعوت، بين أحمر وأزرق كالياقوت، مع عدّة ألوان أخر، نزهة للبصر، يغيب وقت المغيب، وجلا من لحظ الرقيب، فإذا أمن من الظلام، ظهر ضاحكا ذو ابتسام، قد بات ليله فى عيش خصيب، إذ فاز بمعانقة الحبيب، أمنا من نظر الحسود الرقيب، فليله فى عناق، ونهاره ذات ألسن ظاهرة بنسيج الخلاّق، فلرقّة هذه المعانى قال فيه الإصفهانى (من السريع): (١)

وبركة أحيا بها ماؤها ... من زهرها كلّ نبات عجيب

كأنّ نيلوفرها عاشق ... نهاره يرمق وجه الحبيب

حتى إذا الليل (٢) ... دنا جنحه

وانصرف المحبوب خوف الرقيب

أطبق جفنيه عسى فى الكرى ... يبصر من فارقه عن قريب


(١) نهاية الأرب ١١/ ٢٢١، -٤ (منسوب إلى أبى بكر الزبيدى الأندلسى)؛ محاضرات الأدباء ٢/ ٥٨١ (منسوب إلى أبى عبد الله)
(٢) الليل دنا: بد نجمه نهاية الأرب