للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[(٢٦٨) المنثور]

والمنثور، كالدرّ المنثور، فى الرياض مبثور، قد جمع بين النور والنور، قد تنوّع فى صبغته، فسبحان من ذى الصبغة صبغته، وذى الصنعة صنعته، فهو بين أزرق سماء، وأبيض ماء، وأحمر قانى، وأصفر فاقع، يسرّ الناظرانى، مع عدّة ألوان ملهيات، متنوّعة من هذه الأمّهات، تنزّه الناظر، وتهيم الخاطر، فأصفرها كالدينار، وأحمرها كالجلّنار، وأبيضها يقق، على خضرة ذلك الورق، وكذلك الفيروزج الأزرق، وهو فى رياضه ملتزّ، كما قال ابن المعتزّ (من السريع):

أصبح ذا المنثور منثورا ... يبهر فى الحسن الدنانيرا

كأنّه منطقة فصلت ... تبرا وياقوتا وكافورا

وقوله: (من السريع):

انظر إلى المنثور ما بيننا ... وقد كساه الطلّ فصبّغا

وقد أصاغته أيدى الحياء ... من سائر الياقوت صائغا

وعلى هذا القياس لأبى نواس (من الطويل):

وأنواع منثور تحاكى ... نعوته (٢) إذا ما بدا

فأبيضه يحكى الوصال ... بمن (٣) غدا يعذبنى بالمطل

وأصفره (٤) ... جسمى العليل

بهجره وأحمره دمعى ادا

ومن القول المعتدل لابن المعذّل (من الوافر): (١)

ومنثور حططت إليه رحلى ... وقد طلعت لنا شمس النهار

كأنّه جواهر من كلّ فنّ ... مخلطه صغار مع كبار

(٥)


(١) ناقص فى ديوانه
(٢) نعوته-بدا: كذا
(٣) بمن-بالمطل: كذا
(٤) واصفره-ادا: كذا
(٥) مضطرب الوزن