للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقتل منهم عالم لا يحصى بعدد الرمل والحصى، وهلك فى المراكب خلق عظيم.

وعادوا يقتلون بعضهم بعضا لازدحامهم، وقرب حمامهم. وهجموا (٢) المسلمون الديار، ووضعو السيف فيمن تبقى من الكفار. وسبوا النسا الاحرار، وهتكوا منهم (٣) الاستار. واسروا الاولاد الصغار، واعادوهم مماليكا (٤) وامهاتهم جوار.

فسبحان من قضى وحكم، الجارى قضاه (٥) وحكمه على ساير الامم من العرب والعجم. والحمد لله الدى مكن ايدى المومنين من صياصى نواصى الكافرين وملكت عكا. والحمد لله رب العالمين.

وشرع فى هدم اسوارها من اول يوم السبت صبحه الفتح المبارك، وابدل الله الكفر بالايمان، وضرب الناقوس بصوت الاذان (٩). وفى نهار الاحد تاسع عشره وردت البشاير بتسليم مدينه صور، وهروب الفرنج منها. وفى العشرين منه وردت البشاير بتسليم صيدا. (٢٧٤) وفى حادى عشرين منه جرد السلطان لشمس الدين نبا (١٢) ابن المحفدار، وهو يوميد امير جاندار، وامره بهدم صور ولا يدع بها سور (١٣).

[ذكر نبد من اخبار هده القلاع]

نقل عن الشيخ عماد الدين الاصفهانى-رحمه الله-من تاريخه ان فى سنه ثمان عشر (١٦) وخمس مايه هبت ريح حملت رمل الرصافه الى قلعه جعبر. وفى تلك السنه


(٢) وهجموا: وهجم
(٣) منهم: منهن
(٤) مماليكا: مماليك--جوار: جوارى
(٥) قضاه: قضاؤه
(٩) الادان: الأذان
(١٢) نبا: فى المتن «تبا»، والصيغة المثبتة من تاريخ الجزرى، مخطوطة جوتا ١٥٦٠، ق ٩١ آ (وفيات سنة ٦٩٢)، وتاريخ ابن الفرات ج‍ ٨ ص ١١٣ - -ابن: بن
(١٣) سور: سورا
(١٦) ثمان عشر: ثمانى عشرة