ثمانية عشر ذراعا. ولمّا شرع عبد الله بن الزبير فى هدمه هرب أهل مكة فى الأودية والجبال مخافة أن [يقع] عليهم (٨٠) العذاب حتى وضع عبد الله أساسة فى الأرض واستقبل البناء على أساسه الأصلى، ليس على الأساس الذى بنته قريش. وإنما لمّا قصرت النفقة على قريش لم يبلغوا أساس إبراهيم صلوات الله عليه تقدير أربعة أذرع. فلما هدمه بن الزبير بناه على الأساس الذى أشار إليه النبى صلّى الله عليه وسلّم وجعل له بابان، باب مع الأرض يدخل منه، وباب آخر يخرج منه. وأدخل الحجر فيه وحلق داير الكعبة وخارجها وكساها القباطىّ. فكان أول من كساها القباطىّ، والله أعلم.
[ذكر وفاة يزيد بن معوية رحمه الله]
قال المسعودى رحمه الله: توفى يزيد بن معوية لأربع عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة أربع وستين هجرية، وله من العمر تسع وثلثين سنة. ودفن بقرية من قرى حمص يقال لها حوّارين، وكان سبب وفاته أنه شرب شرابا كثيرا حتى الليل وأمعن منه، فلحقه القئ إلى أن ملأ
(٦ - ٨) وجعل. . . من كساها القباطىّ: ورد النص فى وفيات الأعيان ٣/ ٧١
(١١) المسعودى: لم أقف على هذا النص فى مروج الذهب
(١١ - ١٢) لأربع. . . هجرية: انظر هنا ص ١١٩، الهامش الموضوعى، حاشية سطرين ١٦ - ١٧