للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صار إليه وانتهك من حرمته قال: والله لو علمت أن هذا يبلغ ما نازعتهم فى شئ. ثم إنه هدم البيت بيده، وهو يتهافت، وحفر الأساس حتى انتهى إلى حجارة ملتحمة. فإذا تلك الحجارة عليها نور كأنه لهب النيران.

فأخبروا ابن الزبير بذلك. فقال: اقلعوا منها حجرا! فحركوا حجرا من تلك الأحجار. فتحركت بيوت مكة بأسرها، فتركوا تلك الأحجار على ما هى عليه. ثم قام عبد الله بن الزبير فى الناس خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا أهل مكة إن الله تبارك وتعالى قد ابتلانا وعافانا وأحسن إلينا ودفع عنا البلاء. ثم ولانا عمارة هذا البيت، وقد رأيت أن أخرج وتخرجون، ونعتمر على أقدامنا شكرا لله تعالى. فخرجوا حتى جاوزوا الحرم وأتوا لسعيهم فأحرموا. ثم رجعوا حتى قضوا عمرتهم.

ثم بنا عبد الله ابن الزبير البيت حتى إذ أبلغ موضع الباب لم يدر على أى ذلك يعزم، وكان الأسود بن يزيد بمكة فدعاه بن الزبير وقال له:

يا أسود إن عايشة رضى الله عنها كانت تفشى إليك بسرّها فى أشياء عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فهل تحفظ عنها فى هذا البيت شيا نستدل به ونستضوى بأثره. فقال الأسود: سمعتها تقول: قال لى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يا عايشة إن قومك لمّا بنوا البيت قصرت بهم النفقة فأخرجوا الحجر، وهو فيه فجعلوا له بابان، ولولا حداثة قومك بالإسلام لهدمته وأدخلت الحجر فيه وجعلت له بابان. وكان طول البيت تسعة أذرع فزاد عليه ابن الزبير تسعة أخر فعاد

(١٥ - ١٧) يا عايشة. . . بابان (بابين): انظر الكامل ٤/ ٢٠٧