وما زال السيف يعمل فى أدبارهم إلى الليل، وقد حل بهم الحزن والويل. ولما أصبح نهار الأربعاء، وناعى الشتات بهم قد نعى، قتلنا منهم مائة ألف أو يزيدون، ومزقناهم كما مزق الضحاك أفريدون بالسيف، غير من ألقى نفسه فى اللجج. وأمّا الأسرى فحدث عن البحر ولا حرج. والتجأ الفرنسيس إلى الميمنة وطلب الأمان فأمنّاه، وأخذناه أسيرا، وعلى عوائدنا الجميلة أجريناه، فليأخذ حظه من هذه البشرى، وليعلم أن مع العسر يسرا.
وفيه كلام كثير هذا زبدته، ثم بعث مع الكتاب بغفارية الفرنسيس ملك الفرنج، وهى سقلاط أحمر تحت فرو سنجاب، وفيها بكلة ذهب.
ولمّا كان يوم الجمعة سلخ المحرّم ورد المرسوم من السلطان الملك المعظم إلى الأمير حسام الدين بن أبى على يأمره بالحضور إليه، وسير مكانه الأمير جمال الدين أقوش النجيبى الصّالحى.
وفيها قتل الملك المعظم توران شاه.
ذكر قتلة الملك المعظم وتمليك أم خليل شجر الدّر وسبب ذلك
وسبب ذلك أنه كان صبى العقل، عديم الرأى، أهوج، كثير العجب، زائد السفه، بالضّد مما كان فى أبيه من الخصائل المحمودة. وأطرح جانب الأمراء الكبار،