المصرية ركب فخر الدين بن الشيخ ركبة عظيمة، فتخيل منه واعتقله، وما أخرجه حتى توفى أخوه معين الدين الوزير بدمشق، فاضطر السلطان إلى إخراج فخر الدين.
فهذا كان سبب تمييز ابن أبى على عليه. ثم إنه حكم فى الدولة إلى حين ما قتل، حسبما يأتى من ذكر ذلك.
كان للسلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب، رحمه الله، ثلاث ذكور من الأولاد، الكبير الملك المغيث الذى تولى فى اعتقال الملك الصالح عماد الدين إسماعيل بقلعة دمشق، واتهم به أنه قتله. والملك القاهر-وهو الأصغر-توفى أيضا فى حياة أبيه بدمشق. والملك المعظم-وهو الأوسط-وكان مقيما بحصن كيفا إلى أن توفى السلطان فأحضر، حسبما ذكرنا. وكان هذا الملك المعظم يميل إلى العلوم، ويجتمع بالفقهاء ويباحثهم، مع هوج فيه، حسبما نذكره إن شاء الله تعالى. وكان ولد له من شجر الدر ولد فسماه خليلا وهو يومئذ بحبس الكرك، وحضر معه إلى ديار مصر، وتوفى فى حياة أبيه.
[ذكر بيعة الملك المعظم توران شاه بن الملك الصالح، رحمه الله]
ولما كان يوم الخميس الثانى عشر من شهر رمضان المعظم من هذه السنة، حضر القاضى بدر الدين يوسف بن الحسن قاضى سنجار، وصحبته القاضى بهاء الدين كاتب المملكة الصّالحية، وحلفوا الأمراء وسراة الناس للملك المعظم توران شاه غياث الدين ابن السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب بن السلطان الملك الكامل ناصر الدين محمد ابن السلطان الملك العادل سيف الدين أبو بكر بن أيوب. ثم إن الكتب أقامت أياما وهى تخرج بعلامة السلطان الملك الصّالح، ولا يستجرئ أحد أن يفوّه بموته. وكان الذى