الماء القديم أربعة أذرع وعشرون أصبعا. مبلغ الزيادة اثنا عشر ذراعا وأحد وعشرون أصبعا.
[ما لخص من الحوادث]
الخليفة الإمام الناصر لدين الله أمير المؤمنين، نافذ الأمر، مستمر الحكم.
وفيها توفى الملك العزيز-رحمه الله-ليلة الحادى والعشرين من المحرم.
[ذكر تملك المنصور بن الملك العزيز]
هو ناصر الدين محمد الملك المنصور بن عماد الدين عثمان الملك العزيز بن السلطان صلاح الدين. وباقى نسبه قد تقدم.
كان ولى عهد أبيه فى حياته. فلما توفى والده، جلس بمملكة الديار المصرية فى تاريخ وفاة أبيه، وعمره يومئذ تسع سنين وشهورا.
وكان سبب وفاة الملك العزيز أنه خرج إلى الصيد بناحية الإسكندرية، وأمعن فى البرية لصيد الغزال، فساق، فتقنطر من على جواده. ثم عاد إلى منزلة الأهرام، فأقام بها ثلاثة أيام، وتوفى إلى رحمة الله تعالى. وكان ملكا جوادا، سمحا، شجاعا، مقداما، صاحب رياسة وسياسة وعقل وافر، وتدبير حسن، كثير الحياء والعدل، والإنصاف والرفق، والإحسان إلى الرعية. وكانت الرعايا يحبونه محبة عظيمة.
وكان قبل وفاته قد تحركت الفرنج حركة عظيمة، وعزموا على أخذ الساحل من المسلمين، مع الشام كله. وخرج الملك العادل إلى مقابلتهم. ونفّذ يطلب النجدة من العزيز، فسير إليه العساكر فى جمع كبير. ووصل إلى خدمته سنقر الكبير صاحب القدس، وميمون القصرى صاحب نابلس، وعدة أمراء ملوك. واجتمعوا ونزلوا