للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لا يلوى على شئ، وأخذ مسافة خمسة أيّام فى يوم وليلة. ودخل إلى ماردين فى الليل، وأراد قتل أخيه شمس الدين صالح من دون إخوته الجميع، لما كان يعلم من همّته وأنّه أهل (٣) للملك دون غيره من الإخوة.

فأبى الله تعالى أن يكون الميّت غيره. ولم يوافقوه كبار الدولة على ذلك كون أنّ شمس الدين كان معروفا عند خدابنداه وكبار المغل. وملك الملك العادل علاء الدين علىّ المذكور مدّة عشرة أيّام، وهو متوجّع من فؤاده، وتوفّى إلى رحمة الله تعالى حتى اتّهم أنّ قراسنقر سقاه. وملك بعده الملك الصالح شمس الدين أخوه، واستمرّ فى الملك، وهو ملك حسن السيرة، محبوب (٩) إلى رعيّته، كبير السياسة، حسن التدبير، سعيد فى حركاته، ميمون (١٠) فى غزواته

[ذكر [حوادث] سنة اثنتى عشرة وسبع ماية]

النيل المبارك فى هذه السنة: الماء القديم

ما يخصّ من الحوادث

الخليفة: الإمام المستكفى بالله أبو (١٤) الربيع سليمان أمير المؤمنين، ومولانا السلطان الأعظم: الملك الناصر سلطان الإسلام بممالك الأرض، فى طولها والعرض، أدام الله أيّامه إلى يوم العرض

والنوّاب بمصر والشام، حسبما نذكر الآن من الكلام: الأمير جمال الدين آقوش الأشرفىّ نايب الكرك بدمشق إلى حين عزل وقبض عليه، وأخلع على الأمير سيف الدين تنكز الحسامىّ الناصرىّ يوم الجمعة


(٣) أهل: أهلا
(٩) محبوب: محبوبا--سعيد: سعيدا
(١٠) ميمون: ميمونا
(١٤) أبو: ابى