للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لقد كانت الدنيا بكم ذا نضارة (١) ... ونعمى فأعمى الله عينا أصابتنا

سقيت ديار الظاعنين مدامعى ... وقد شحّ ماء المزن يا ليته أغنى

وعيشكم ما الدار منذ رحلتم ... زمانكم لا والذى أذهب الحسنا

ولا غنّت الورقا فأشجت بصوتها ... ولا هزج يجزى ولا مطرب غنّى

ولا راقت الآصال إلاّ صبابة ... ولا حرّكت ريح الصبا طربا غصنا

بروحى أفدى الظاعنين وإن هم ... أبوا أنّ نومى بعدهم يقرب الجفنا

يعزّ علينا بعد دارى عنهم ... وقد كنت منهم قاب قوسين أو أدنى (٧)

لغزه

وإنّى ألاقى ما ألاقى من الذى ... لسمعى قد أصمى وجسمى قد أضنى (٩)

لقد كنتم يا جيرة الحىّ رحمة ... أياديكم تمحو الإساءة بالحسنى

وكنتم لنا من إن دعونا تؤمّنوا ... وإن هم دعوا أن يجمع الشمل أمّنّا

وإن عادت الأيّام تجمع شملنا ... سجدنا لربّ العرش شكرا وشكّرنا

قال: فلمّا فهم جمال الدين الأفرم ما فيه من اللغز رحل من وقته والتحق بقراسنقر، وسيّر للشيخ صدر الدين عشرين ألف اكروس (١٤)

ولمّا وصلوا إلى ماردين، كان الملك المنصور نجم الدين إيلغازى مريضا (١٦). فخرج إليهم ولده الملك العادل علاء الدين علىّ، وأخرج لهم الإقامات، وتوجّه فى خدمتهم إلى نحو خدابنداه، ووصل إلى أخلاط.

فلحقه البريد يعرّفه أنّ والده الملك المنصور توفّى إلى رحمة الله. فرجع


(١) ذا نضارة: ذو نظارة
(٧) قاب قوسين أو أدنى: السورة ٥٣ الآية ٩
(٩) أضنى: اظنا
(١٤) اكروس: كذا فى الأصل
(١٦) مريضا: مريض